Test Footer 2


اذكار .. (3)

0 التعليقات
ذكر : "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا علي عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " .. هذا الذكر الجميل يسمّي ب"سيد الإستغفار" وفيه من معاني الذل والإستسلام والخضوع لله عزوجل الكثير وما أجمل الخضوع لخالقك فأنت بذلك تركن إلي الركن المتين والقوي الذي لا يغلب والعزيز الذي لا يذل.. ومعني الدعاء أنك تعترف بربوبية الله عزوجل ووحدانيته وخلقه لك وأنك عبد من عباده في قولك "..ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك" .. ثم تُذكّر نفسك فتقول أنك علي عهد الله ووعده ما استطعت إلي ذلك سبيلاً وذلك أن نفسك تغلبك في كثير من المرات فتذل وتخطئ ثم ترجع وتقول هذا الذكر "سيد الإستغفار" فتتوب به إلي الله عزوجل وذلك لأن الله يقول :"فاتقوا الله ما استطعتم" فأنت تحقق التقوي وتقترب منها وتترك الذنوب والمعاصي ابتغاء مرضاة الله  قدر استطاعتك .. ثم تستعيذ بالله مما فعلت وتفعل (أعوذ بك من شر ما صنعت) وتستعيذ من كل ذنوبك وتقصيرك في حق الله عزوجل .. ثم تبوء (أي تعترف) بفضل الله عليك ونعمته وتعترف بذنبك وتطلب من الله العفو والمغفرة علي الذنوب لأنه لا يغفرها إلا هو سبحانه الغفور الرحيم (ومن رحمة الله عزوجل بنا ومن عظمة ديننا أنك تعترف بذنوبك لله عزوجل وفقط وهذا من الستر والرحمة ؛ فلا اعتراف لبشر بالذنب كما هو الحال مع النصاري حيث يذهب الواحد منهم إلي القسيس أو البابا يعترف له بذنوبه ويطلب منه صكّ الغفران وكأنه لا يملك أن يطلب المغفرة بنفسه من ربه ومولاه ، وقد قال الله تعالي في سورة البقرة : "وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .." فليس هناك وساطة ولا حجابة بين العبد وربه في الإسلام ومتي أذنبت أو وقعت في إثم فأنت تتوب وترفع يديك إلي السماء وتطلب المغفرة من الله مباشرة.. وفضل هذا الدعاء أن النبي (صلي الله عليه وسلم) قال : "من قاله في يومه فمات من يومه دخل الجنة ، ومن قاله من ليلته فمات من ليلته دخل الجنة" فحافظ عليه أيها الشاب المسلم كل صباح ومساء فهو يضمن لك بالمحافظة عليه الجنة إن شاء الله وأنت لا تدري أي وقتٍ تموت ؟

اذكار .. (2)

0 التعليقات

دعاء : "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ".. وهذا من أجمل الأدعية المأثورة عن النبي (صلي الله عليه وسلم) في اذكار الصباح والمساء .. فالنبي (صلي الله عليه وسلم) كان يستعيذ بالله كل صباح ومساء من 8 أشياء في صورة 4 ثنائيات .. :
أولا : استعاذ النبي (صلي الله عليه وسلم) من الهم والحزن وهما بالفعل من أشدّ البلاء الذي قد يصيب الإنسان المسلم أن يصاب بالغم والكآبة وتملأ حياته الهموم والأحزان وقد بين القرآن الكريم أن الحزن هدف من أهدف الشيطان مع المؤمنين فقال في سورة الحديد : "إنما النجوي من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون .." والمرء عليه أن لا يحزن علي شئ من الدنيا فلو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر منها شربة ماء ولو نظر الإنسان المؤمن بعقله لعلم أن الحزن لا يغير شيئا من الماضي ولا الحاضر ولا يصلح الأخطاء ولا يعالج المشاكل فيتركه لله وليسعد بدينه وإيمانه.

ثانيا : كان النبي يستعيذ أيضاً من العجز والكسل وهما من أشد أمراض النفوس التي تصيب الإنسان _خاصة إن كان شاباً_ فتنزل بالفرد عن ركب المعالي وتهبط به إلي أسفل سافلين وتنزل بالأمة جمعاء وتؤخرها عن ركب الحضارة والسيادة والريادة كما هو حال المسلمين _للأسف_ اليوم .. والعجز والكسل عكسهما القدرة والعمل علي الترتيب وهما صفتان متي اتصف بهما أي شخص في حياته صار ناجحاً محققاً لأهدافه ومتي اتصف بها شعب من الشعوب أو أمة من الأمم ععظمت وسادت وعلا شأنها  .. والفرق بين العجز والكسل أن العجز يعني عدم القدرة ولذلك وصف الشخص المعاق أو المشلول بأنه "عاجز" أي لا يستطيع الحركة ، بينما الكسل يعني التراخي والإهمال في الأمور رغم القدرة عليها فالعجز يصيب الأبدان والكسل يصيب النفوس وهو "عجز في الإرادة" وربما يعذر الإنسان العاجز لعجزه بينما لا يعذر الكسلان علي كسله .. فالنشاط النشاط والعمل العمل أيها الشباب فرب همّة صادقة أحيت أمـــة نائمة منذ سنين !!

ثالثاً : كان النبي في دعائه أيضاً يستعيذ بالله من الجبن والبخل ، والجبن هو الحرص الشديد علي  الحياة والخوف من مواجهة الصعاب وترك الجهاد لكن المؤمن يدرّب نفسه علي التضحية والجود بنفسه ووقته وماله في سبيل الله عزوجل كي لا يصير جباناً ، ويدرّب نفسه علي الكرم والسخاء كي يصير جواداً معطاءاً فالله عزوجل عدّ من صفات أهل الإيمان في مواضع كثيرة في القرآن الكريم أنهم "ينفقون أموالهم في سبيل الله" وأنهم "ينفقون في السراء والضراء" فيكون جزاؤهم في الدنيا بأن لهم خلفاً وعوضاً عما أنفقوه لله "وما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وفي الآخرة بأن لهم مغفرة وأجراً عظيما.


رابعاً : كان النبي (صل الله عليه وسلم) يستعيذ أخيراً من غلبة الدين أي عندما يغلب الدين علي الإنسان فلا يستطيع سداده والدين في الإسلام غير محبّذ فلا يأخذ الإنسان المسلم ديناً إلا مضطراً وإن اضطر لذلك فليستعن بالله علي أدائه فقد عدّه النبي (صلي الله عليه وسلم) في الحديث من الثلاثة الذين حقاً علي الله أن يعينهم حيث قال :",, والغارم يريد السداد .." وإن لم يستطع فعلي المسلمين من أهل الإنفاق والجود أن يعينوه في سداد دينه فهذا من أوجه انفاق الزكاة والصدقات في الإسلام ، قال الله في سورة التوبة : "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل" والغارمين هم المدينين (الذين عليهم ديون لا يملكون سدادها) واستعاذ النبي أيضا من قهر الرجال وهو ظلم الإنسان الشديد لأخيه الإنسان حين يتسلط ويتجبر عليه في الدنيا فهذا من أشد أنواع الضيق والكرب الذي نسأل الله أن يحفظنا وإياكم منه وأن يرفع الظلم عن كل مسلم علي وجه هذه الأرضً.

المعركة الحقيقية .. ( مع نفسك )

0 التعليقات

المعركة مع النفس
: هي تلك المعركة الطاحنة الحاسمة الفاصلة القاسمة وهي تلك المعركة التي إن انتصرت بها ستسجل اسمك في سجل العظماء والخالدين وأروع من ذلك أنك ستسجل اسمك في سجل الداخلين جنات تجري من تحتها الأنهار ، هي معركة ليست إختيارية أبداً بل هي مفروضة عليّ وعليك وعلي كل البشر ولا بد أن يخوضها بل هم بالفعل في قلب المعركة  قد بدأوها منذ زمن ولم يشعروا ربما بسبب الغفلة وربما لخداع العدو ، هذه معركة الموت فيها وأنت تقاوم وتحاول أن ترفع الراية خير ألف مرة من الخضوع والإستسلام للهزيمة  .. انتبه أخي الكريم ،، معركتنا ليست ككل المعارك فـــأولا : هذه معركة لا بد فيها من نصرٍ أو هزيمة فلا مهادنات ولا معاهدات ولا اتفاقات صلح !!  .. ثانياً : هي معركة مع العدو الحبيب (نفسك) وأقرب الناس إليك ومن كنت تنتظر نصرته يخدعك ويطعنك في ظهرك (هواك) فكيف بمعركة نفسك فيها خصم وهواك فيها عدو والشيطان خلفهما يريد أن ينتقم لنفسه من بني آدم الذي كان سبباً في طرده من الجنة حين أمر بالسجود له فرفض كما أنه لا يريد أن يخلد في النار وحده فكما تعلمون الوحدة وحشة فكيف إذا زادت عليها النار ؟! ..  المعركة قائمة ما دمت قائماً دائمة ما دمت حياً مستمرة معك ما دمت مستمراً في الحياة متجددة مع كل شهوة ومع كل فتنة بل مع كل موقف وكل لقطة بل مع كل همسة وكل خطرة !! لا تنتهي إلا بالموت الزؤام وما دام قلبك ينبض بالحياة والدم يتدفق في عروقك فإن نفسك لا تتوقف ولا تكفّ عن قتالك ولا تملّ من ذلك فهي لديها من الإصرار والعزيمة ما صرعت به الأبطال العظام الذين أخضعوا العالم لسيطرتهم وأخضعتهم هي لسيطرتها ..  لكن عقلك وضميرك يدعوانك إلي قتالها أشد قتالٍ وعندها تضطرب الأمور لديك ويصير لبّك إلي انشطار ويومك إلي إنفطاروأجدك تتساءل الآن : ما هذا الهراء !! كيف أقاتل من أسعي لراحته وعزته وسعادته ؟!..فيخبرك عقلك أن نفسك تسحرك بذلك وتدّعي عليك ذلك والأمر ليس كذلك فما تدعوك نفسك لفعله ليس فيه سعادة ولا عزٍ ولا راحة فالسعادة هناك في الجنة والراحة عند ربك في الآخرة والعز كل العز في الطاعة .. لكن نفسك برغم ذلك لا تستكين ولا تهدأ ومع كل فعل تجد عقلك يحذرك وأراك محتاراً من جديد : أقدم أم أحجم ؟ أفعل أم لا أفعل ؟ أتعفف بالحلال أم أقع في الحرام ؟ أريد أم لا أريد ؟ .. المعركة ليست سهلة لكنها تصبح كذلك عند التركيز مع خصومك فيها والإنتباه لهم جيداً لكن هناك مشكلة "الخصم غير واضح المعالم وأساليبه تبدو غير شريفة وغير شرعية" فعنده كل شئ مباح وأولها الخداع والإدعاء أما أنت فتقاتل بشرف  .. لكن لا يكن خصومك أذكي منك فهم يستعينون ببعضهم البعض فــ(الشيطان والنفس والهوي وأصدقاء السوء) كلهم يتكاتفون ويعملون يداً واحدة بروح الفريق ليؤدي كل منهم دوره في المعركة التي تنتهي كل مرة بهزيمتك ،، فلماذا لا تستعين بمن يقدم لك العون والمساعدة دائماً : (الله) ؟! وهو سبحانه الذي لا يغلب من كان في صفه "ألا إن حزب الله هم الغالبون" .. ولماذا لم تعد إليه سريعاً بعد إنهزامك في أول جولة ؟ .. أفكلما حمي الوطيس وبدأت المعركة دخلت وحدك _يا مسكين_ وقلت "سأنتصر هذه المرة ومعي عزمي وإرادتي "  جميل هو عزمك ورائعة هي إرادتك ما داما في الحق والخير ولكن ربك الذي خلقك قال عنك : "وخلق الإنسان ضعيفاً" فأنت مهما بلغت من قوة العقل ورساخة الإيمان تحتاج دائماً أن تلجأ إلي القوي المتين وتستعين بالعلي القدير فعليه التوكل وعنده الملجأ وإليه المصير.. وتستمر المعركة بل قل لنبدأ الآن وقد وضح لنا العدو .. 

النــــيـة .. ( طرح جديد )

0 التعليقات

دافعٌ لا بد منه :
النية هي دافعك للعمل وهي بمثابة الغاية والهدف الموجود في قرارة نفسك ودواخلها  وهي الحافز والباعث لك علي مواصلة الأعمال وهي ذلك الشئ الخفي الموجود بداخلك يحفزك ، وليس هناك عملٌ في الكون بلا نية ولو ادّعي شخص ذلك إما أنه جاهل بدوافع نفسه وبواعثها للعمل وإما أنه أحمق يؤدي عملا بلا هدف ولا ينتظر منه مقابل في الدنيا ولا الآخرة !!
 النية هي ما تجعلك تتحمل المشاق والمتاعب وقد تضحي بوقتك أو مالك أو راحتك لأجلها فأنت تنتظر أجراً وجزاءاً في الآخرة علي عملك غيرك قد لا ينتظرعليه شئ أو ينتظر أجره في الدنيا ثم يناله فليس له عند الله شئ.
فكرة النية :
والنية أساس الدين وركن الفرائض المتين وبذرة العمل وجذع الأشياء وأصلها ، وفي الدين لا عمل بلا نية ولا نية بلا عمل فأنت تحتاج الاثنين معاً كي تنال الأجر من الله فلا يصح أن تعمل بلا نية فيصيرك عملك إلي هباء ولا ينبغي أن تنوي لعملٍ ثم لا تفعله إلا أن يحول بينك وبين العمل حائل وعندها ينطبق عليك حديث النبي (صلي الله عليه وسلم) : "ومن همّ بحسنة فلم يفعلها كتبت له حسنة "
وكما أنه في علم الأكوان والفيزياء "لكل فعلً رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الإتجاه" فإنه في علم القلوب لكل عملٍ حافز ودافع يدفع صاحبه إلي الدخول فيه وإتمامه وهذه هي (فكرة النية) التي تنطلق منها فمتي كان لا بد من دافع وحافز خلف العمل يدفعه فلماذا لا يكون هذا الدافع هو (الله) ؟! ولماذا لا تضع هذه الفكرة دائماً في مؤخرة رأسك حاضرة غائبة "أنا أفعل لله ليرضي عني  فينعم عليّ بجنته" ؟! وهذا يكون في الأعمال العظيمة والصغيرة فتصبح حياتك كلها لله ولكن في الأعمال العظيمة يتوقف الشخص قليلاً ليسأل الله السداد والتوفيق ويناجي ربه بأنه يبتغي بهذا العمل وجهه الكريم لئلا تفتنه الدنيا ووجاهتها إذا ما صار لعمله أثراً بين الناس.
مهاجر أم قيس :
 ولتكن النية علي قدر العمل العظيم وعلي قدر تعب ومشقة الحياة فلا تكونن أبداً حقير النية .. فمن الناس من فعل أفضل الأعمال في الإسلام وهي الهجرة  (الحدث الفارق بين دولة الاسلام ا لمستضعفة في مكة ودولة الاسلام العزيزة في المدينة) من أجل امرأة  ورغم عظم الحدث الذي كان سيصحبه بالطبع عظم الأجر والمثوبة لو أحسن صاحبنا النية إلا أنه آثر الدنيا ومتعها فإن الرجل هاجر من مكة إلي المدينة وعرض حياته للخطر وربما ماله وأملاكه للنهب لأجل امرأة يريد أن يتزوج بها فسمّي بين الناس بــ (مهاجر أم قيس) فيا لخسارة أجر الهجرة !! .. وقد فرق النبي (صلي الله عليه وسلم) في الحديث بين الحالتين علي أساس النية فقال (صلي الله عليه وسلم) : "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي ، فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه" فليسعد صاحبنا المغبون بزواجه الميمون ولنأمل أنها كانت زوجة صالحة فخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة !!
حديث بثلث الدين :
وأهمية هذا الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات" الذي رواه سيدنا أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه 1.أول حديث في كل كتب الفقه والحديث وكتب الدين عامة فكما قلنا النية أساس العمل وعمل بلا نية هباء أو هراء .. بل حقيقة الأمر أنه ليس هناك عمل بلا نية ، وعدم اكتشاف صاحب العمل نيته هذا جهل بدواخل نفسه وقصور منه ولا يعني أنها غير موجودة في الحقيقة  !!
2. هذا الحديث يعدّه العلماء ثلث السنة فهو أحد ثلاثة أحاديث تقوم عليها السنة النبوية  المطهّرة ويقوم عليها الدين هذا وحديث "الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمورٌ مشتبهات .." وحديث السيدة عائشة :"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ" أي مردود علي صاحبه والثلاثة أحاديث موجودين في كتاب (الأربعون النووية) للإمام النووي (رحمه الله).
"والنية الصالحة لا تصلح العمل الفاسد" فلا يجوز لشخص مثلا أن يسرق مالاً بغرض الإنفاق علي الفقراء.. ولا يجوز لشخص أن ينظر إلي النساء فيفتن نفسه ويقول :"إن الله جميل يحب الجمال "  
أهمية النية :
وأهمية النية تكمن في أمرين : أولهما ركن كل الفرائض والواجبات في الدين فالوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج أول أركانهم النيـــــــة .. وثانيهما أنها تفرق بين الفرائض وبعضها والفرائض والنوافل فلا شئ يميزصلاة  الظهر عن صلاة العصر غير النية ودخول وقته.
والنية تقصر عليك المسافات وتقطع بك صحراء الدنيا لتصل بك إلي الله أسرع من البرق ولذلك حين بعث النبي (صلي الله عليه وسلم)  معاذ بن جبل إلي اليمن قال : "يا رسول الله ، أوصني ؟" فقال له النبي : "أخلص دينك يكفيك القليل من العمل" .. والإخلاص (النية) سرٌ بين العبد وربه لا يطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولذلك صار التلفظ بالنية يخبر الشيطان بإخلاصك وهذا ما لا يريده الله عزوجل .
عمرٌ ضائع :
وربما من الناس من قضي عمره كله في طلب العلم حتي صار عالماً فذاً جهبذاً في العلم وهو عند الله لا يساوي شيئاً وهذا لأن الرجل لم يفعل من أجل الله وهذا الرجل يسبقه طالب علم صغير قضي عامين أو ثلاثة في جامعته في طلب العلم ثم مات ولم يحصل منه الكثير ولم يحصل منه مالٌ ولا مكانة بين الناس وذلك لأن الله عزيز لا يختار من اختار عليه .. وفي مثل هذا النبي (صلي الله عليه وسلم) عن أول ثلاثة تسعّر بهم النار (شهيد ومنفقٌ وعالم) فحين يأتي العالم ويسأله الله ما فعلت بعلمك يقول "يا رب تعلمت العلم فيك وعلمته للناس" فيقول الله له "إنما تعلمته ليقال  وقد قيل"  فما أعدل ربنا وما ... صاحبنا هذا !!
السهل الممتنع :
والنية أبسط الأشياء وأسهلها فإنها لا تستدعي منك عملاً تؤديه أو مجهوداً تبذله أو مالاً تنفقه كي تحصلها وإنما دقيقة أو أقل تستحضر فيها القلب وتستدعي فيها بواعثك للعمل وتناجي ربك بقلب مخلصٍ أنك تفعل هذا الفعل له ليس لك فيه تحقيق مصلحة ولا غرض دنيوي ولذلك صار التلفّظ بالنية ليس له معني !!
ولكن كثير من الناس قد يصعب عليها هذا الأمر لأن نفسه لها حظ  من مال أو مكانة بين الناس تريد أن تنالها لذلك متي غلب الإنسان نفسه وانتصر علي رغباتها وفعل لله ولله فقط صار من المخلِصين ومتي أخلص وأخلص في أعمالٍ كثيرة صار من المخلَصين  فنسأل الله عزوجل أن يعيننا علي الإخلاص له ويتقبل منا صالح أعمالنا ويجعلنا من عباده المخلصين الذين يأس الشيطان من إغواءهم حين قال لربه : "فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين"