ذكر الله عامة له فضل عظيم وأجر كبير عند خالقنا ومولانا _عز وجل_ويكفيك
من فضل الذكر أن رب العالمين يذكرك بنفسه يقول ربنا _جل وعلا_ في الحديث القدسي :
"ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي" تخيل معي هذا وأنت العبد المخلوق الضعيف كيف يكون سعدك وهناك حين يذكرك رب العالمين في نفسه !
ويقول النبي (صلي الله عليه وسلم) : عن أبي الدرداء (رضي الله عنه) قال : قال النبي (صلي الله عليه وسلم) : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق (الفضة) وخير لكم من أن تلقوا عدوّكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : (بلي) ، قال "ذكر الله" .. وأوصي النبي (صلي الله عليه وسلم) رجلاً يقول له : "يا رسول الله
، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فدلّني علي عمل أتشبّث به " فقال له النبي
"لا يزال لسانك رطباً بذكر الله"
والذكر أنواع كثيرة منها :
- أذكار ما بعد الصلاة كقولك "اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " عقب كل صلاة مكتوبة.
- وأذكارالأحوال كذكر السفر وذكرالطعام والشراب وذكر المسجد وذكر الخلاء وكفارة المجلس وغيرها .
- اذكار الصباح والمساء وهي موضوعنا الآن
ومشروعية هذه الأذكار تنطلق من قول ربنا (عزوجل) في كتابه الكريم :"وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب" سورة ق ، ومن فعل النبي (صلي الله عليه و سلم) والأحاديث الصحيحة الواردة عنه في تعليم هذه الأدعية وهذه الأذكار لصحابته الكرام (رضوان الله عليهم أجمعين).
والحق أن من يردد هذه الأذكار ويحاول أن يتدبر معانيها ويعيش معها ويستحضر قلبه أثناء قولها وتكرارها فإنه يكتشف من المعاني العظيمة ويجد حلاوة الذكر في قلبه وهذا هو جزاء الدنيا ، أما جزاء الآخرة فهو الفضل والمثوبة من الله عزوجل التي وعد بها عباده المؤمنين قال تعالي : "والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً " الأحزاب (35)
فمتي ما أحضرت قلبك وجمعت لُبّك وتركت شغلك وأفرغت ذهنك من كل خاطرة واردة وشاردة وملأته بالإقبال علي الله وأطلقت العنان لخيالك ليصول ويجول في ملكوت الله ويتفكر في مخلوقاته وعلمت يقينا أنه يذكرك الآن في نفسه كما تذكره أنت في نفسك وأنت العبد الضعيف وهو الملك العظيم فعندها لن تملك إلا أن يخرّ قلبك ساجداً ولسانك شاكراً وبدنك مقشعراً ونفسك مطمئنة وعندها تكون قد دخلت تلك الجنة التي يتحدث عنها السلف ويقولون "من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة " فلما سئلوا عن تلكم الجنة "ما هي ؟" قالوا : "ذكر الله"
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق