المقال بعنوان : "كن قلقاً .. لا تطمئنّ ولا ترْكن (10 أسباب) "
الحقيقة أنك في طريقك إلي الله ينبغي أن تكون قلقا دائما (ولكن قلق
إيجابي قلق يدفعك إلي العمل ويبعدك عن
الكسل وليس القلق السلبي المقعد بك عن ركب المعالي أو ذلك القلق الذي يدمر لك
حياتك ولا يمكنك من العيش السعيد) وذلك لعدة أسباب :
1. أنك أحيانا كثيرة تظن أنك في الطريق الصحيح وتبذل قصاري جهدك في هذا
العمل الذي تراه نافعا للدين والإٍسلام وقد يكون غير ذلك علي الحقيقة .. ألم تسمع قول الله في سورة
الكهف "قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا .. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً"
2. أنك ما دمت تسير في طريق الله فلا تعتمد علي نفسك وطاقتك وقدراتك
ومهاراتك فقط مهما كنت عالي الهمة غزير العلم واسع الخبرة والثقافة خبير بالأمور
لأنك تحتاج عون الله لك علي كل حال فكل قدراتك ومهاراتك وعقلك وحركتك هي بدون الله
لا شئ : إذا لم يكن عون من الله للفتي ** فأول ما يجني عليه إجتهاده
3. أنك لا يجب عليك مهما بلغت في العلم والخلق والدين أن تظن بنفسك الخير
وتطمئن إلي مستواك الذي أنت فيه وتركن إلي عملك وتعتقد أنك إن مت الآن فسوف تدخل
الجنة .. بل دائما تتهم نفسك بالتقصير والتخاذل وعدم الصدق مع الله في كثير من
الأمور_وأيضا اتهام إيجابي يدفعك إلي العمل ويبعدك عن الكسل وليس اتهام النفس
المقعد لها عن ركب المعالي_
4. أنك تريد دائما المعالي وحتي إن كنت في حال جيدة مع الله فأنت تريد أن
تعلو فوقها وتصل إلي حال أفضل فدرجات الجنة كثيـــــرة وأنت تريد أعلاها جنات عدن
أو الفردوس نزلا "إذا سألتم الله الجنة فسلوه الفردوس فإنها أعلي مراتب الجنة
وسقفها عرش الرحمن"
5. أنك تعلم أن حال المؤمنين دائما مع الله أن يكونوا في خوف ووجل من عدم
القبول أو إحباط العمل "الذين يدعون ربهم خوفا وطمعاً" ودائما وأبدا لا
تأمن مكر الله "فإنه لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون".. "قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكاً رسولاً"
6. أنك تعلم أن حال كثير من غير المسلمين (اليهود والنصاري) الإجتهاد في
الدنيا فربما صاروا عظماء عند الناس وعلماء ومخترعون ومفكرون يغيرون العالم
بأفكارهم ولكنهم في الأخير مخلدون في النار "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن
يقبل منه " فيا لخسارتهم أنفسهم ويا لخسارتنا علمهم وفكرهم .. وأنت بمعرفتك
هذا تحمد الله علي نعمة الإسلام أعظم النعم وتحذر ان تكون مثلهم فتدخل تحت طائلة
"عاملة ناصبة .. تصلي نارا حامية"
7. أنك تعلم أن الدين منصور منصوربك أو بغيرك فهذا وعد الله وتعلم قول النبي : "إن الله لينصر هذا
الدين ولو بالرجل الفاسق " وما قصة كظمان الظفري في غزوة بدر عنا ببعيد ..
فتحذر أن تكون هذا الرجل.
8. أنك تخشي أن تكون علي ذنب تصر عليه ولا تتوب منه باستمرار فيحبط الله
عملك كله بهذا الذنب "وقدمنا إلي ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا"
9. أنك لا تقارن نفسك بالناس فأغلب الناس بعيدين عن منهج الله قال تعالي
"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" .. "وإن تطع أكثر من في الأرض
يضلوك عن سبيل الله" ، وإنما تقارن نفسك بالمستوي الحقيقي للعبودية الذي
ينبغي أن تكون عليه وتصير عبداً حقيقياً لله وكل ما يشغلك في الكون رضاه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون .. ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون"
10. أنك تعلم من نفسك التقصيردائماً في جنب الله وشكر نعم الله عليك
فالتقصير صفة ملازمة لبني البشر وتذكر أن نعمة البصر وحدها قد رجحت علي 70 سنة
عبادة فكيف بباقي النعم ؟ .. "وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان
لظلوم كفار"
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق