1. الإنسان مهما آتاه الله من علم لا يظنّ بنفسه أبداً أنه صار عالماً فدائماً هناك من هو أعلم منه من البشر فضلاً عن علم الله عزوجل "وفوق كل ذي علم عليم" والإنسان مهما بلغ في العلم لن يصل في علم الله أقل شئ (مثقال ذرة) ، والعلم أحد الفتن الأربع التي ذكرتها سورة الكهف ، والله عزوجل قد يبتلي الإنسان بالعلم ليري ما يصنع به ؟ وكما قال النبي (صلي الله عليه وسلم) في الحديث _الصحيح_ : "لن تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتي يسأل عن أربع .. آخرها وعن علمه فيما عمل به ؟ " .. وبداية القصة أن رجلاً سأل سيدنا موسي مرة "من أعلم الناس؟" فقال له موسي : "أنــــا" _يقصد نفسه_ فهو كليم الله ونبيه ورسوله الذي اصطفاه فأراد ربنا عزوجل أن يعلّمه أنه ليس أعلم الناس وأخبره أن هناك عبداً أعلم منه هو الخضر فأراد موسي أن يلتقي به ليتعلم منه فحدد الله له مكانا هو (مجمع البحرين) وعلامة هي(هروب الحوت في البحر).
2. عزم كليم
الله موسي وحرصه علي طلب العلم يظهر ذلك في قوله لغلامه : "لا أبرح حتي
أبلغ" .. "أو أمضي حقباً" طلباً للخضر وعلمه.
3. الطعام
والشراب وشهوات البدن تطلب عند الحاجة فقط وليس كل وقت ، ذلك أن موسي عليه السلام
لم يطلب الغداء من غلامه إلا حينما أصابه التعب في هذه الرحلة .
4. النسيان
غالباً ما يكون من الشيطان خاصة نسيان الأمور الهامة مثل (نسيان العلم – نسيان
المواعيد – نسيان التذكرة والموعظة .. إلخ)
5. حسن الخلق
مع الخادم أو الغلام فإنه ارتكب خطأ جسيماً في الرحلة ونسي أن يخبر موسي بقصة
الحوت وكانت هذه العلامة التي وضعها الله لموسي كي يقابل الخضر ومع ذلك لم يعنّفه
موسي (عليه السلام) ولم يضربه بل قال له بكل بساطة "ذلك ما كنا نبغ"
وأخذه وعاد به لأن هذا كله من قدر الله .. والنبي محمد (صلي الله عليه وسلم) يروي
عنه أيضاً سيدنا أنس بن مالك يقول : "خدمت رسول الله (صلي الله عليه وسلم)
عشر سنين فما عنفني قط وما ضربني وما قال لي لشئ فعلته لم فعلته ؟ أو لشيء لم
أفعله ، لم لم تفعله ؟ "
6. أن الرحمة
تسبق العلم فالنبي محمد (صلي الله عليه وسلم) كان أمياً ومع ذلك كان رحمة للعالمين
، والإنسان الذي عنده العلم وليست عنده رحمة قد يطغي بها قال الله علي لسان قارون
"إنما أوتيته علي علمٍ عندي" ولذلك كله أرسل الله الخضر رحيماً قبل أن
يكون عالماً.
7. طلب العلم
مشروع بل مستحب بل مطلوب ومرغوب ومفروض .. قال الله تعالي "وقل رب زدني
علماً " وقال رسول الله : "طلب العلم فريضة علي كل مسلم ومسلمة " ،
ذلك أن العلم مما يسترشد به وينتفع ويهتدي به في أمور الحياة الدنيا ويحقق مرضاة
الله في الآخرة إن سخرته لنفع الناس.
8. طبيعة
معظم البشر هي العجلة والجزع وعدم الصبر علي الأمور خاصة إذا لم يكن علي علمٍ أو
خبرة كافية بالأمر الذي يحتاج فيه إلي الصبر .. قال الله تعالي : "وخلق
الإنسان عجولاً"
9. تقديم
المشيئة في الأمور المستقبلية خاصة تلك المتعلقة بالوعود وإنجاز الأعمال ، لأن
النفوس يملكها الله ولا نملكها نحن .. وقد سبق ذلك في قصة أصحاب الكهف في قول الله
"ولا تقولن لشئ إني فاعلٌ ذلك غدا .. إلا أن يشاء الله"
10. احترام
المعلّم وطاعته وعدم عصيان أمره والثقة به والصبر علي تحصيل العلم منه والبعد عن
كثرة السؤال وتدريب النفس علي كل ذلك.
11. إقالة
العثرات والعفو عن الزلّات خاصة إذا كانت من شخص يفترض به أنه أقل علماً أو مكانة.
12. كثرة
اللوم والعتاب علي الأخطاء يرهق أصحاب النفوس التقية والضمائر الحيّة كما قال موسي
عليه السلام "ولا ترهقني من أمري عسراً"
13. دقة اللفظ
القرآني في إضافة "لك" بعد الموقف الثاني وهذا يدل علي شدة اللهجة
والتحذيرمن الخضر عن المرة الأولي ، وهذا من إعجاز القرآن فهو كلام المولي عزوجل
14. الإنسان
يجب أن يضع لنفسه حد وشرطاً في أخطائه أو زلّاته فمتي أكثر منها وتجاوز هذا الحدّ
عاقب نفسه ويظهر ذلك في اشتراط موسي عليه السلام علي نفسه وطلبه من الخضر أن يتركه
ولا يعلمه إن هو سأله مرة ثالثة وخالف وعده الأول بالصبر وعدم العصيان.
15. إكرام
الضيف وإطعام عابر السبيل من صفات أهل الإيمان والدين ومن صفات المروءة والشهامة ،
وهذا ما لم يفعله أهل القرية مع موسي والخضر (عليهما السلام) .
16. ظلم بعض
الملوك علي عهد بني إسرائيل واغتصابهم لحقوق الفقراء والمساكين كما ذكر الخضر في
تبريره لخرق السفينة.
17. الإنسان
العاقّ والديه يرهقهم ويتعبهم وقد يصل به الحدّ إلي الطغيان والكفر في معاملة
والديه وهذا ما منعه الخضر بقتله ذاك الغلام.
18. الوالدين
متي كان مؤمنين فإن الله يرزقهم الذرية الصالحة التي تبرّهم وتخدمهم وتعينهم علي
طاعة الله .
19. صلاح
المرء في الدنيا يحفظ له ذريته من بعده ويظهر ذلك في حفظ الله للطفلين الصغيرين
بأن سخر لهما الخضر ليكون سبباً في حفظ الكنز لهما ، وذلك كله لأن أبوهما كان
صالحاً كما ذكر ربنا في كتابه.
20. أحياناً
قد يفعل الإنسان الخير للناس ويخدمهم ولكن يظهر للناس العكس أو لأن معظم الناس لا
يعرفون طريقة ودرب المصلحين في الحياة فيظنون بهم السوء أحياناً كثيرة ويظهر ذلك
في انكار موسي علي الخضر (خرق السفينة وقتل الغلام وإصلاح الجدار) هذا وهو نبي من
الله ومؤيد بوحيه ولكنه في الأخير بشر .
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق