Test Footer 2


اذكار .. (1)

إن من أعظم العبادات وأكرمها علي الله _عزوجل_ هي ذكر الله ، فقد قال ربنا في كتابه "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون" ، وقال النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) : "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ربه مثل الحيّ والميت" متفقٌ عليه ، ونحن هنا نشرح ذكراً واحداً من أذكار الصباح والمساء المأثورة عن النبي (صلي الله عليه وسلم) وتبدأ القصة  :

عن ابن عباس عن جويرية رضى الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال : ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد قلت بعدك أربع كلمات – ثلاث مرات – لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ، ومداد كلماته. رواه مسلم

ونحن إذا تأملنا في هذا الذكر وهذا الأجر العظيم والثواب الجزيل له تعجّبنا كثيراً ، ولكن لا داعي للعجب فلو ذهبت معي بخيالك قليلاً لنجول في معاني "الأربع كلمات" المذكورة في هذا الذكر الجميل  والتي نسبّح الله _عزوجل_ بقدرها وهي :

1.عدد خلقه : فخلق الله لا يحصون عدداً علي الحقيقة ولا يحصي عددهم غير خالقهم سبحانه و تشمل كل المخلوقات الإنس والجن والملائكة والحيوان والنبات والطير والأسماك حتي الجمادات تدخل تحت مظلة "عدد خلقه"
2 . رضا نفسه : فنفس الله _عزوجل_ عظيمة أعظم ما تكون بلا بداية ولا نهاية فهو الحي القيوم وهو الأول والآخر ولأن عقلي وعقلك لن يصلوا إلي هذه العظمة وكيف يكون رضا نفس الله _عزوجل_ الذي نسبح بقدره دعني أقرب لك الصورة بآية بسيطة ، قال تعالي في سورة الزمر "وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه "
3. زنة عرشه : فعرش الله يستمد عظمته ممن يجلس عليه وهو ربنا _عزوجل_ قال تعالي في سورة طه "الرحمن علي العرش استوي"  و"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما السماوات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وإن فضل العرش علي الكرسي كفضل الفلاة علي تلك الحلقة " والفلاة هي الصحراء الواسعة .
4. مداد كلماته : وهو علم الله عزوجل غير المنتهي فهو العالم الأعلم العليم علام الغيوب ، علمه ليس له مبتدي ولا منتهي ، علم بلا مقدمات ولا أدلة ، علم راسخ ثابت ليس معه شك ولا هوي ولا احتمالات ولا تنبؤات تصيب وتخطئ ، وحيث أن القرآن والسنة يفسران بعضهما البعض فقد قال الله عزوجل في آخر سورة الكهف "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي " بمعني أنه لو صار البحر كله مدادا وحبراً نكتب به علم الله عزوجل ونسجله لما كفانا ذلك البحر بل ولا يكفي معه سبعة أبحرٍ أخري ، قال تعالي في سورة لقمان "ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله " ، والله عزوجل علمه يشمل كل ما في الكون كبيراً كان أم صغيراً ، عاماً كان أم تفصيلياً ودقيقاً ، قال تعالي "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة  في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين " الأنعام
فتخيل معي _أخي الكريم_أنك تسبح الله بقدر كل هذه (عدد المخلوقات كلها_رضا نفس الله جل وعلا_ زنة عرش الملك_ مداد علم الحكيم العليم) فحافظ علي هذا الذكر ثلاثاُ كل صباح ومساء ولا تتعجب الثواب بعد الآن !!

لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق