قصة أصحاب الكهف :
تدور أحداث القصة في ثمانية عشر آية في سورة الكهف (من الآية 9 إلي
الآية 26) ، ال4 آيات الأولي منها تحكي "القصة مجملة" وهي أن مجموعة من الشباب المؤمنين ألجأهم الخوف علي دينهم من الفتنة وعلي أنفسهم من البطش والتنكيل بهم من قومهم الوثنين إلي الكهف ليتخذوه مأوي لهم ، فكتب الله عليهم أن
يناموا 300 عام ثم أيقظهم ليجدوا الزمان غير الزمان والحال قد تبدّل ..!!
** شرح ال4 آيات الأولي من القصة (الآيات 9 ، 10 ، 11 و 12) :
بداية الآيات تبدأ بسؤال من الله عزوجل بأنك يا محمد تظن أن قصة أصحاب
الكهف والرقيم (اللوح الذي كتب فيه أسماؤهم) كانت من عجائب الله عزوجل في خلقه ؟_وهو
سبحانه العليم لا يحتاج إلي جواب_ ،،
إذ أنه لما آوي الشباب إلي الكهف دعو الله
عزوجل بدعاء جميل "ربنا ءاتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً"
وهذه هي طبيعة المؤمنين دوما كلما أقبلوا علي أمر عظيم من أمور حياتهم فإنهم يدعون الله عزوجل ويطلبون منه الرحمة والسداد والرشد والتوفيق _أو يصلون استخارة يسألونه الهداية إلي القرار الأصوب إذا كان الأمر مشوشاً عليهم وغير واضح وهو لا ينطبق في
هذه الحالة فإيمان الشباب بالله راسخ و واضح لا شك لديهم فيه كما ذكر ربنا أنهم
فتية ءامنوا بالله ليس فقط ولكن رزقهم الله الهدي أيضاً_
لما آوو للكهف كتب عليهم النوم فيه ثلاثمائة عام ثم بعثهم للحياة من
جديد ليثبت ربنا عزوجل أمرين :
1.أن وعده لعباده المؤمنين بنصر قضيتهم وانتشار
الإيمان واقع لا محالة مهما طال الزمان
2. أن قضية البعث للحساب بعد الموت وحقيقة
يوم القيامة لا ريب فيها ولا شك ولا احتمال ولا تنبؤ فقدرة الله غالبة وليس لها
حدود.
وهنا يظهر دقة التعبير القرآني في قول الله "فضربنا علي
آذانهم" للنوم ، فالآذان هي موضع الدعوة لليقظة والصحوة ولذلك لا يستطيع
الإنسان النوم في مكان به ضوضاء صاخبة أو أصوات عالية ، كما أنها موضع دعوة الناس إلي الإيمان بالله وفعل الخير عبورا منها إلي القلب.
ثم بعثهم الله عزوجل ليعلمنا أياً من الفريقين (المؤمنين والكافرين)
قد أحصي وعدّ مدة نومهم ؟ ، والحقيقة أنه لم يستطع أحد من البشر أن يحصي بدقة تامة
مدة نومهم لكن الله عزوجل هو من أعلمنا بذلك في كتابه.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق