دعاء : "اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين
وقهر الرجال ".. وهذا من أجمل الأدعية المأثورة عن النبي (صلي الله عليه
وسلم) في اذكار الصباح والمساء .. فالنبي (صلي الله عليه وسلم) كان يستعيذ بالله
كل صباح ومساء من 8 أشياء في صورة 4 ثنائيات .. :
أولا : استعاذ النبي (صلي الله عليه وسلم) من الهم والحزن
وهما بالفعل من أشدّ البلاء الذي قد يصيب الإنسان المسلم أن يصاب بالغم والكآبة
وتملأ حياته الهموم والأحزان وقد بين القرآن الكريم أن الحزن هدف من أهدف الشيطان
مع المؤمنين فقال في سورة الحديد : "إنما النجوي من الشيطان ليحزن الذين
ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلي الله فليتوكل المؤمنون .." والمرء
عليه أن لا يحزن علي شئ من الدنيا فلو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي
الكافر منها شربة ماء ولو نظر الإنسان المؤمن بعقله لعلم أن الحزن لا يغير شيئا من
الماضي ولا الحاضر ولا يصلح الأخطاء ولا يعالج المشاكل فيتركه لله وليسعد بدينه
وإيمانه.
ثانيا : كان النبي يستعيذ أيضاً من العجز
والكسل وهما من أشد أمراض النفوس التي تصيب الإنسان _خاصة إن كان شاباً_ فتنزل
بالفرد عن ركب المعالي وتهبط به إلي أسفل سافلين وتنزل بالأمة جمعاء وتؤخرها عن
ركب الحضارة والسيادة والريادة كما هو حال المسلمين _للأسف_ اليوم .. والعجز
والكسل عكسهما القدرة والعمل علي الترتيب وهما صفتان متي اتصف بهما أي شخص في
حياته صار ناجحاً محققاً لأهدافه ومتي اتصف بها شعب من الشعوب أو أمة من الأمم
ععظمت وسادت وعلا شأنها .. والفرق بين
العجز والكسل أن العجز يعني عدم القدرة ولذلك وصف الشخص المعاق أو المشلول بأنه
"عاجز" أي لا يستطيع الحركة ، بينما الكسل يعني التراخي والإهمال في
الأمور رغم القدرة عليها فالعجز يصيب الأبدان والكسل يصيب النفوس وهو "عجز في
الإرادة" وربما يعذر الإنسان العاجز لعجزه بينما لا يعذر الكسلان علي كسله ..
فالنشاط النشاط والعمل العمل أيها الشباب فرب همّة صادقة أحيت أمـــة نائمة منذ
سنين !!
ثالثاً : كان النبي في دعائه أيضاً يستعيذ
بالله من الجبن والبخل ، والجبن هو الحرص الشديد علي الحياة والخوف من مواجهة الصعاب وترك الجهاد لكن
المؤمن يدرّب نفسه علي التضحية والجود بنفسه ووقته وماله في سبيل الله عزوجل كي لا
يصير جباناً ، ويدرّب نفسه علي الكرم والسخاء كي يصير جواداً معطاءاً فالله عزوجل
عدّ من صفات أهل الإيمان في مواضع كثيرة في القرآن الكريم أنهم "ينفقون
أموالهم في سبيل الله" وأنهم "ينفقون في السراء والضراء" فيكون
جزاؤهم في الدنيا بأن لهم خلفاً وعوضاً عما أنفقوه لله "وما أنفقتم من شيءٍ
فهو يخلفه وهو خير الرازقين" وفي الآخرة بأن لهم مغفرة وأجراً عظيما.
رابعاً : كان النبي (صل الله عليه وسلم)
يستعيذ أخيراً من غلبة الدين أي عندما يغلب الدين علي الإنسان فلا يستطيع سداده
والدين في الإسلام غير محبّذ فلا يأخذ الإنسان المسلم ديناً إلا مضطراً وإن اضطر
لذلك فليستعن بالله علي أدائه فقد عدّه النبي (صلي الله عليه وسلم) في الحديث من
الثلاثة الذين حقاً علي الله أن يعينهم حيث قال :",, والغارم يريد السداد
.." وإن لم يستطع فعلي المسلمين من أهل الإنفاق والجود أن يعينوه في سداد
دينه فهذا من أوجه انفاق الزكاة والصدقات في الإسلام ، قال الله في سورة التوبة :
"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين
وفي سبيل الله وابن السبيل" والغارمين هم المدينين (الذين عليهم ديون لا
يملكون سدادها) واستعاذ النبي أيضا من قهر الرجال وهو ظلم الإنسان الشديد لأخيه
الإنسان حين يتسلط ويتجبر عليه في الدنيا فهذا من أشد أنواع الضيق والكرب الذي
نسأل الله أن يحفظنا وإياكم منه وأن يرفع الظلم عن كل مسلم علي وجه هذه الأرضً.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق