Test Footer 2


المعركة الحقيقية .. ( مع نفسك )


المعركة مع النفس
: هي تلك المعركة الطاحنة الحاسمة الفاصلة القاسمة وهي تلك المعركة التي إن انتصرت بها ستسجل اسمك في سجل العظماء والخالدين وأروع من ذلك أنك ستسجل اسمك في سجل الداخلين جنات تجري من تحتها الأنهار ، هي معركة ليست إختيارية أبداً بل هي مفروضة عليّ وعليك وعلي كل البشر ولا بد أن يخوضها بل هم بالفعل في قلب المعركة  قد بدأوها منذ زمن ولم يشعروا ربما بسبب الغفلة وربما لخداع العدو ، هذه معركة الموت فيها وأنت تقاوم وتحاول أن ترفع الراية خير ألف مرة من الخضوع والإستسلام للهزيمة  .. انتبه أخي الكريم ،، معركتنا ليست ككل المعارك فـــأولا : هذه معركة لا بد فيها من نصرٍ أو هزيمة فلا مهادنات ولا معاهدات ولا اتفاقات صلح !!  .. ثانياً : هي معركة مع العدو الحبيب (نفسك) وأقرب الناس إليك ومن كنت تنتظر نصرته يخدعك ويطعنك في ظهرك (هواك) فكيف بمعركة نفسك فيها خصم وهواك فيها عدو والشيطان خلفهما يريد أن ينتقم لنفسه من بني آدم الذي كان سبباً في طرده من الجنة حين أمر بالسجود له فرفض كما أنه لا يريد أن يخلد في النار وحده فكما تعلمون الوحدة وحشة فكيف إذا زادت عليها النار ؟! ..  المعركة قائمة ما دمت قائماً دائمة ما دمت حياً مستمرة معك ما دمت مستمراً في الحياة متجددة مع كل شهوة ومع كل فتنة بل مع كل موقف وكل لقطة بل مع كل همسة وكل خطرة !! لا تنتهي إلا بالموت الزؤام وما دام قلبك ينبض بالحياة والدم يتدفق في عروقك فإن نفسك لا تتوقف ولا تكفّ عن قتالك ولا تملّ من ذلك فهي لديها من الإصرار والعزيمة ما صرعت به الأبطال العظام الذين أخضعوا العالم لسيطرتهم وأخضعتهم هي لسيطرتها ..  لكن عقلك وضميرك يدعوانك إلي قتالها أشد قتالٍ وعندها تضطرب الأمور لديك ويصير لبّك إلي انشطار ويومك إلي إنفطاروأجدك تتساءل الآن : ما هذا الهراء !! كيف أقاتل من أسعي لراحته وعزته وسعادته ؟!..فيخبرك عقلك أن نفسك تسحرك بذلك وتدّعي عليك ذلك والأمر ليس كذلك فما تدعوك نفسك لفعله ليس فيه سعادة ولا عزٍ ولا راحة فالسعادة هناك في الجنة والراحة عند ربك في الآخرة والعز كل العز في الطاعة .. لكن نفسك برغم ذلك لا تستكين ولا تهدأ ومع كل فعل تجد عقلك يحذرك وأراك محتاراً من جديد : أقدم أم أحجم ؟ أفعل أم لا أفعل ؟ أتعفف بالحلال أم أقع في الحرام ؟ أريد أم لا أريد ؟ .. المعركة ليست سهلة لكنها تصبح كذلك عند التركيز مع خصومك فيها والإنتباه لهم جيداً لكن هناك مشكلة "الخصم غير واضح المعالم وأساليبه تبدو غير شريفة وغير شرعية" فعنده كل شئ مباح وأولها الخداع والإدعاء أما أنت فتقاتل بشرف  .. لكن لا يكن خصومك أذكي منك فهم يستعينون ببعضهم البعض فــ(الشيطان والنفس والهوي وأصدقاء السوء) كلهم يتكاتفون ويعملون يداً واحدة بروح الفريق ليؤدي كل منهم دوره في المعركة التي تنتهي كل مرة بهزيمتك ،، فلماذا لا تستعين بمن يقدم لك العون والمساعدة دائماً : (الله) ؟! وهو سبحانه الذي لا يغلب من كان في صفه "ألا إن حزب الله هم الغالبون" .. ولماذا لم تعد إليه سريعاً بعد إنهزامك في أول جولة ؟ .. أفكلما حمي الوطيس وبدأت المعركة دخلت وحدك _يا مسكين_ وقلت "سأنتصر هذه المرة ومعي عزمي وإرادتي "  جميل هو عزمك ورائعة هي إرادتك ما داما في الحق والخير ولكن ربك الذي خلقك قال عنك : "وخلق الإنسان ضعيفاً" فأنت مهما بلغت من قوة العقل ورساخة الإيمان تحتاج دائماً أن تلجأ إلي القوي المتين وتستعين بالعلي القدير فعليه التوكل وعنده الملجأ وإليه المصير.. وتستمر المعركة بل قل لنبدأ الآن وقد وضح لنا العدو .. 

لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق