قصة ذو القرنين (الآيات من 83 إلي 98)
(83) ويسألونك اليهود يا محمد عن خبر ذي القرنين فسأتلو عليك خبره
ذكري لك و تعليماً لأمتك من بعدك .
(84) إنه ذلك الملك المؤمن الصالح الذي مكّنه الله من حكم الأرض _كلها
تقريباً_ وأعطاه الله كل الأسباب الميسرة لذلك.
(85) وهو لم يتواكل ويتواني بل أخذ بكل الأسباب المادية الممكنة التي
منحه الله إياها لكي يحكم الأرض ويبسط العدل وينشر التوحيد وعبادة الله الملك الحق.
(86) ومن ضمن الأسباب التي أخذ بها ذو القرنين أنه سار بجيشه حتي وصل
إلي الموضع الذي تغيب منه الشمس علي سطح الأرض (وقت الغروب) فرآها تغرب من أمام
أعينهم في مكان كأنه الطين الأسود ، ووجد قوماً يسكنون هذه المنطقة فقال الله له
بالإلهام أو الوحي : "إما أن تعذب هؤلاء الناس أو تحسن إليهم ؟
(87) فكان الجواب من ذي القرنين _وهو يعلم أنه ما قدم إلا لنشر دين
الله عزوجل وتوحيده_ أن من ظلم نفسه وأشرك بالله فسوف يعذبه عذاباً أليماً علي
كفره في الدنيا ثم يكون العذاب الشديد من الله في الآخرة .
(88) وأما من ءامن منهم بالله وعمل صالحاً فسوف نجزيه خير الجزاء
ونحسن إليه ونيسّر عليه ونلين له الحديث والقول حتي يرضي.
(89 – 90) ثم أتبع ذو القرنين
أسبابه وأكمل رحلته حتي بلغ الموضع الذي تطلع فيه الشمس أول اليوم (وقت الشروق)
، ووجد قوماً في هذا المكان لا يحميهم من الشمس حاجز ولا جبل ولا ستر
ولا منازل وبيوت وقيل "لا يلبسون ملابساً تحميهم من الشمس" .
(91) هذا وقد أحاط الله بكل ما فعل ذو القرنين وبكل ما يملك من أسباب
القوة والغلبة والسيطرة والسلطان فهو سبحانه العليم بكل شيئ الخبير بالأشياء
ودقائقها.
(92) ثم أكمل ذو القرنين رحلته وأتبع الأسباب بالأسباب غير متوكلاً
عليها وإنما متوكل علي خالق الأسباب ومسببها الله سبحانه وتعالي.
(93) حتي وصل بجيشه إلي مكان بين جبلين عظيمين فوجد قوما من الناس لا
يفهمون كلامه ولا لغته أما هو فاستطاع أن يفهم مرادهم.
(94) حيث أخبروه بأن قبيلتي يأجوج ومأجوج _وهم قوم عمالقة الأجسام _
يخرجون من هذا المكان بين الجبلين فيأكلون زرعهم وطعامهم ويدمرون أشياءهم ويفسدون
أرضهم ويخربون بيوتهم ، فعرضوا عليه أن يبني لهم سداً حاجزاً يغلق هذه الفتحة بين الجبلين لكي يحميهم منهم
ولا يستطيعوا أن يخرجوا عليهم ثانية وفي المقابل يعطوه شئ من الخراج (بعضاً من
الزروع والثمار) .
(95) ولأن ذو القرنين ملكاً عظيماً عزيزاً بإيمانه بالله لا يحتاج إلي
ما يعطونه إياه (عطاء) أخبرهم أنه لا حاجة له بثمارهم فقد أعطاه الله ما هو خير (
الملك والسلطان مع الإيمان ) ، ولكن
ساعدوني في بناء هذا السدً بين الجبلين.
(96) فطلب منهم أن يجمعوا قطع الحديد وجعلها بين الجبلين في الموضع
الذي يريد فيه بناء السد وطلب منهم أن ينفخوا حتي أشعلوا فيها النار ثم صبّ عليها
النحاس المذاب وصنع ذو القرنين السد من أقوي السبائك المعروفة وهي سبيكة الحديد
والنحاس فسبحان من علّمه !!
(97) وجاءت قبيلتي يأجوج ومأجوج من الجانب الآخر للسد وحاولوا صعود
السد واجتيازه فما استطاعوا لإرتفاعه وملاسته وحاولوا ثقبه ونقبه فما استطاعوا
لسماكته وصلابته.
(98) فقال ذو القرنين للقوم الذي حماهم أن بناء هذا السد من رحمة الله
بهم وهذا من أخلاق المؤمنين نسبة الفضل لله عزوجل ، وأخبرهم أيضاً أن هذا السد
سيظل قائماً يحميهم حتي قيام الساعة فإذا قامت الساعة اندكّ السد وانهار فيخرج
عندها يأجوج ومأجوج من خلفه وهذه من علامات الساعة الكبري.
** لقراءة الدروس والعبر من القصة تابع هنا :
** لقراءة الدروس والعبر من القصة تابع هنا :
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق